الدولار يعاود الصعود بقوة وسط تفاقم النزاع بفلسطين، فما السبب؟

قفز الدولار الأمريكي منذ التعاملات المبكرة من يوم  الاثنين ، ماحيا بذلك بعضا من خسائره الحادة التي تكبدها بجلسة الجمعة الماضية عقب بيانات سوق العمل الأمريكي، مع تفاقم الاشتباكات بالأراضي الفلسطينية بين قوات المقاومة الفلسطينية حماس وقوات الاحتلال الإسرائيلي.

الدولار الآن

وعلى صعيد التداولات، ارتفع مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية أخرى – بواقع 0.39% ليصل إلى 106.551 نقطة، بعدما كان أغلق جلسة الجمعة الماضية على هبوط قوي إلى مستوى 106.10 نقطة.

أبرز العوامل التي أثرت بتحركات الدولار

شهدت شهية المخاطرة بالأسواق العالمية تراجعا كبيرا خلال تعاملات اليوم، حيث فضل المستثمرون توخي الحذر وسط تفاقم الاشتباكات في الأراضي الفلسطينية والتي أثارت المخاوف من التقلبات المحتملة بالأسواق العالمية، ودفعت المستثمرين نحو الإقبال على حيازة الملاذات الآمنة، وهو ما أعطى الدولار دعما كبيرا اليوم، لإقبال المستثمرين على الدولار كملاذ آمن.

واستطاع الدولار على خلفية تلك الأرباح محو جزء كبير من الخسائر الحادة التي تكبدها مؤشر الدولار بنهاية الأسبوع الماضي، على الرغم  قوة تقرير الوظائف الأمريكي، بعدما ألقى المستثمرون نظرة ثاقبة على البيانات، التي أوضحت أن أكثر من ثلثي الوظائف المضافة كانت في قطاع الخدمات والقطاع الخدمي، مما يعكس على الأغلب تأثيرا موسميا فقط مع بدء الفصل الدراسي الجديد.

ومن ناحية أخرى، استأنفت الصين أعمالها مرة أخرى اليوم، مع عودتها من عطلة الأسبوع الذهبي، وأظهرت بيانات بنك الصين الشعبي يوم السبت أن احتياطيات الجمهورية الشعبية من النقد الأجنبي قد انخفضت بأكثر من المتوقع خلال شهر سبتمبر الماضي، وسط استمرار بنك الصين الشعبي بالتدخل لدعم اليوان أمام الدولار ، ومع ذلك، فإن العملة الصينية لا تزال تتعرض لضغوط هبوطية وسط مخاوف ضعف الطلب بثاني أكبر اقتصاد بالعالم.

وشهد الدولار بعض الخسائر فقط مقابل الملاذات الآمنة الأخرى، حيث تراجع الدولار مقابل الين الياباني اليوم ، بعدما افتتح زوج الدولار ين تعاملات اليوم على انخفاض كبير عن مستوى إغلاقه يوم الجمعة الماضي، حيث استفاد الين أيضا من إقبال المستثمرين عليه كملاذ آمن وسط التوترات الجيوسياسية بالشرق الأوسط.

ويترقب المستثمرون حاليا صدور بيانات التضخم الأمريكية الهامة للغاية يوم الأربعاء المقبل، ثم محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لشهر سبتمبر الماضي، للحصول على دلائل أكثر قوة حيال توقعات قرار الفائدة المقبل لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حيث يظهر تسعير الأسواق حاليا أن احتمالية إبقاء البنك المركزي للولايات المتحدة على سعر الفائدة دون تغيير بالاجتماع المقبل قد أصبحت 78%.