أعضاء الفيدرالي الأمريكي يتلاعبون بالأسواق بتصريحات جديدة تفاجئ الجميع

قالت ميشيل بومان، المحافظة في مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيحتاج على الأرجح إلى رفع أسعار الفائدة بشكل أكبر لخفض التضخم.

يأتي ذلك بعد ساعات قليلة من تصريحات مسؤولان في مجلس الاحتياطي الفيدرالي بعد بيانات التوظيف التي صدرت يوم الجمعة، حيث أشارا إلى أن البنك المركزي قد يحتاج قريباً إلى التركيز على التفكير في مدة الإبقاء على أسعار الفائدة عند مستويات مرتفعة.

وأكد عضو الفيدرالي، رافائيل بوستيك، أنه لم يعد هناك داعٍ للمزيد من الرفع للفائدة في ظل تراجع سوق العمل في صورة معتدلة وجيدة وهو ما وافقه عليه عضو الفيدرالي الأمريكي أيضا، أوستان جولسبي، حيث قال إن بيانات التوظيف جاءت كما توقع بشكل مثالي. مما يشير إلى تضارب تصريحات أعضاء الفيدرالي الأمريكي بشأن تسعير الفائدة خلال الفترة القادمة، وهو الأمر الذي يعرض الأسواق لتقلبات مفاجئة.

زيادة جديدة بأسعار الفائدة

كشفت بومان عن دعمها لزيادة أسعار أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة الشهر الماضي، حيث أرجعت هذا الدعم إلى التضخم الذي لا يزال مرتفعًا، وقوة الإنفاق الاستهلاكي، والانتعاش في سوق الإسكان، وقوة سوق العمل الذي يساهم في تغذية الأسعار المرتفعة.

وقالت ميشيل بومان في تصريحات كانت معدة للتسليم إلى جمعية المصرفيين في كانساس، يوم السبت: “أتوقع أن تكون هناك حاجة إلى زيادات إضافية في أسعار الفائدة من أجل وضع التضخم في مسار هبوطي تجاه هدف اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة عند 2 في المائة”.

وأضافت: “يجب أن نظل على استعداد لرفع معدل الفائدة الفيدرالية في أي اجتماع مستقبلي إذا أشارت البيانات الواردة إلى أن التضخم لا يتراجع بالشكل الكافي تجاه هدف الفيدرالي”.

وعلى الرغم من أن البيانات الصادرة منذ ذلك الحين تظهر تباطؤاً في ارتفاع الأسعار، أشارت بومان إلى أنها تريد رؤية المزيد من الأدلة على استمرار تراجع التضخم.

وأوضحت بومان: “كانت القراءة الأخيرة لانخفاض التضخم إيجابية، لكنني سأبحث عن دليل ثابت على أن التضخم يسير في مسار صحيح للوصول إلى هدفنا البالغ 2%، حيث إنني أفكر في المزيد من الزيادات في الأسعار، والمدى الزمني الذي لا بد فيه أن تبقى فيه الفائدة عند مستوى متشدد. سأراقب أيضاً علامات التباطؤ في إنفاق المستهلكين، والإشارات التي تفيد أن ظروف سوق العمل آخذة في التراجع”.

زيادتين إضافيتين بالفائدة

يشار إلى أن الزيادة التي أقرها بنك الاحتياطي الفيدرالي في يوليو رفعت معدل الفائدة إلى نطاق من 5.25% إلى 5.5%، وهو أعلى مستوى منذ 22 عاماً. أظهر التقدير المتوسط لأحدث التوقعات الفصلية لمسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي، التي نُشرت في يونيو الماضي، زيادتين إضافيتين للفائدة هذا العام، فقد تحقق أول هذه التوقعات من خلال الزيادة في الشهر الماضي.

وأظهر تقرير مكتب إحصاءات العمل، الجمعة الماضية، أن الوظائف غير الزراعية زادت بمقدار 187 ألفاً الشهر الماضي، وهو أقل من المتوقع، بينما انخفض معدل البطالة بشكل غير متوقع إلى 3.5%، وهي واحدة من أدنى القراءات منذ عقود.

وبعد إصدار بيانات الوظائف، قال مسؤولان في مجلس الاحتياطي الفيدرالي إن تباطؤ الزيادات في التوظيف بالولايات المتحدة يشير إلى أن سوق العمل في حالة توازن أفضل، وأشارا إلى أن البنك المركزي قد يحتاج قريباً إلى التركيز على التفكير في مدة الإبقاء على أسعار الفائدة عند مستويات مرتفعة.

وقال رافائيل بوستيك، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا: “كنت أتوقع أن يتباطأ الاقتصاد بطريقة منظمة إلى حد ما، وهذا الرقم (187 ألف وظيفة) يأتي في إطار استمرار تلك الوتيرة. أشعر بالارتياح لذلك”.

وأضاف بوستيك، في إشارة إلى التباطؤ، إلى أنه لا يتوقع أن ينتهي ذلك في غضون مدة زمنية ضئيلة. من جانبه، قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو أوستن غولسبي، في مقابلة منفصلة مع ويستن، إن صانعي السياسة بحاجة إلى التحلي بالصبر خلال عملية خفض التضخم.